الأمنيةالاقتصاديةالثقافة والفنالدوليةالرئيسيةالرياضةالمقالات

جباةٌ تعانق عنان السماء

الصحفية وسن الونداوي

تتوالى العصور وتواجه الأوطان تحديات وصعوبات من قوى خارجية وداخلية، مما يستدعي ضرورة وجود قوة ضاربة تتصدى لتضرب بيد ٍ من حديد أيَّ عدوان ومنذ زمن بعيد، أثبت الجيش العراقي شجاعته في مواجهة الأعداء، بدءًا من يومِ تأسيسه الذي شهد انطلاقة تأريخية، لقد سجلت الوثائق والمصادر التاريخية بطولات الجيش العراقي في مختلف الحروب التي خاضها، سواء على الصعيد العربي أو الإقليمي أو المحلي

ويعود الفضل في تأسيس هذه المؤسسة العسكرية العريقة إلى الضابط جعفر مصطفى العسكري، الذي يحمل كنيته نسبةً إلى قريته في محافظة السليمانية، وتحديدًا في قضاء جمجمال، حيث شغل منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي

هذا القائد العسكري التحق بالمدرسة الحربية في إسطنبول وتخرج منها عام 1904، ثم انضم إلى صفوف الجيش العثماني وشارك في حرب البلقان، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا للالتحاق بدورة تدريبية، حيث تم تعيينه برتبة ضابط ركن، عمد العسكري على نقل جميع خبراته التي اكتسبها في السلك العسكري لتلك المؤسسة العسكرية في العراق منذُ بزوخ شمس إنطلاقتها الأولى في (6 كانون الثاني 1921) ومع كل حقبة تأريخية توالت الأحداث مجسداً فيها جيشنا الباسل بطولات وتضحيات سامية من خلال خوضه أشرس المعارك وابرزها مساندة القوات العربية في معركة جنين عام (1948) حيثُ عُدت رمزاً للبسالة لنصرة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن مشاركته في حربِ أكتوبر عندما طال سلاح الجو العراقي أهداف إسرائيلية على الجبهة المصرية..

وها نحنُ اليومَ تمرُ علينا الذكرى 104 على تأسيس الجيش العراقي الذي سطرَ التأريخ الحديث والمعاصر إنتصاراته وانتكاساته، فلم يقتصر دوره عسكرياً فقط بل كانت له وقفة إنسانية عندما هرع لصد الخطر المحقق على أبناء شعبنا في مواجهة النكبات الطبيعية
كفيضان دجلة والفرات محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء تلك السيول التي حصدت المئات من ارواح العراقيين ولشدة تلك الواقعة على نفوسهم فقد وصفها الشاعر معروف عبد الغني الرصافي في إحدى قصائدهِ قائلاً :-
نجيتُ بالسدِ بغداداً من الغرقِ
فعمها الأمن بعد الخوف والفرقِ
ويح الفرات فلو كانت زواخره
تدري بعزمكَ لم تطفح على الطرقِ

وما استعرضناه اليوم هو جزءٌ من سلسلة التضحيات البطولية لأبطال العراق، وما أنجبته المدرسة العسكرية من مقاتلين شجعان جسورين وغيارى لا يخشون الفناء.
( فطوبى لهم عيدهم الأغر )

chusr

موقع قناة العربيه نيوز الدوليه يستقبل كل ماتريد طرحه الئ الرأي العام عبر القناة. معتمده من هيئه الاعلام والاتصالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار