وسن_الونداوي
قناة_العربية_نيوز_الدولية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ(صدق الله العظيم)
نعيش حالياً في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث تتداخل الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما دفعنا لمواجهة العديد من السلوكيات السلبية التي تفرض نفسها على حياتنا اليومية ومن أبرز هذه الظواهر هو التنمر على الآخرين وما يترتب عليه من آثار نفسية وإجتماعية تؤثر بشكل كبير على فئات الشباب والأطفال داخل مجتمعنا حيث تتجلى ظاهرة التنمر في أشكال متعددة، مثل الإبتزاز الإلكتروني والسخرية من قدرات الآخرين وخصائصهم، بالإضافة إلى العنف اللفظي غير المقبول كل ذلك يترك جرحاً عميقاً يشبه القتل المعنوي، مما يؤدي إلى خلق العداوة وهدم العلاقات والعزلة الإجتماعية بين الأفراد داخل المجتمع الواحد ..
وفي إطار هذا الموضوع نحدد بعض الدوافع النفسية والإجتماعية التي من خلالها يتبع الفرد سلوك التنمر كما ذكر أبرزها مجموعة من الأخصائيين الإجتماعيين في علم الإجتماع كإهمال الوالدين للأولاد ففي هذا الجانب يعاني الطفل من اكتساب عقد نفسية نجده يظهرها في سلوكهِ او بسبب الشعور بالغيرة المفرطة وبشكلٍ خاص في مسألة التحصيل الدراسي او حتى المستوى المعيشي بين طبقات المجتمع او من خلال تعنيف الطفل جسدياً ومعنوياً ومادياً او نتيجة الشعور بالقلق ازاء الضغوطات النفسية في المنزل وهذا ينعكس سلباً على سلوك الأشخاص بمختلف فئاتهم العمرية، فبعضم يعبر عن استيائه ورفضه للبيئة المحيطة به وهذا يولد لديه دافع للتنمر على ممن حوله من الاصدقاء او الأغراب..
دعونا نسعى للإبتعاد عن هذه السلوكيات الضارة ونعمل سويًا على تحسين أنفسنا ومن حولنا ولنحرص على جعل بيئتنا العائلية خالية من هذه الممارسات غير المقبولة ونتعاون لمواجهة هذه الظاهرة المؤلمة التي تؤثر سلبًا على مشاعر الناس وتلحق بهم الأذى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فقد أمرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بعدم إيذاء النفس البشرية وأن نتجنب السخرية في الحديث تجاه الآخرين .
